تعرفوا معنا على وريث ستيف جوبز، وماذا بخصوص الإنتاج؟

قبل ثلاثة سنوات أصر تيم كوك على “أن لا احد يستطيع أن يحل محل ستيف جوبز”، واتضح الآن أن تيم كوك نفسه هو الذي يحل محل ستيف جوبز مديرا عاما لشركة “ابل”. لقد نسج شبكة تسويق تمكنت من بيع ملايين الأجهزة ولكنه لم يثبت أن لديه رؤية لمستقبل الإنتاج .

“ماذا تقولون ؟ منصب ستيف جوبز ؟ لا أبداً. لا احد يستطيع أن يحل محل ستيف. ستيف سيبقى في أبل حتى بعد أن يكسو الشيب رأسه بالكامل ويصبح في السبعين من عمره، حتى انه سيبقى بعد أن أغادر أنا الشركة”.

هذه عبارات قالها تيم كوك حين كان يشغل منصب نائب المدير العام لشركة “ابل” لشؤون العمل ونشرت في مجلة “بورجن” في نهاية عام 2008. ولكن ستيف جوبز أشار إليه بوصفه الشخص الذي سيرث إدارة الشركة من بعده، وها هو تيم كوك بالفعل يستعد لتحمل مسؤوليات إدارة شركة “ابل”.

أصيب عالم التكنولوجيا بالصدمة جراء استقالة جوبز من منصبه مديرا عاما لشركة “ابل”، ويبدو إن الصدمة لم تصب إدارة “ابل” نفسها ولم تصب حتى تيم كوك. فقد أوصى ستيف جوبز في خطابه إلى مجلس إدارة الشركة والى المستثمرين بتنفيذ خطة التوريث المعدة، وتعيين كوك مديرا عاما للشركة.

وكما اعتاد جوبز، حتى عندما يغادر الشركة ويترك منصبه فإنه يقدم لنا مفاجأة صغيرة وفاءً منه لعاداته بمفاجأة الجميع على الدوام، فبعد اشهر طويلة من الغموض والنفي ، تبين أن جوبز استعد لهذه اللحظة بأدق تفاصيلها.

كوك سيرتدي عباءة كبيرة جدا، وسيتولى مهام ضخمة كانت بيدي جوبز الذي يثق بأن وريثه يملك كل المقومات للقيام بهذه المهام، وإلا لما طلب الموافقة على تعيينه وريثا له. كوك على بينة من الرؤية المستقبلية لشركة “ابل” ولستيف جوبز نفسه، وهو كان احد الذين أسهموا بقسط كبير في توسيع أرباح شركة “ابل”. جوبز كان يعترف بقدرات كوك ولهذا كان يسلمه زمام أمور الشركة في كل مرة من المرات الثلاث التي اضطر فيها للخروج في إجازة مرضية.

ولكن هل يملك تيم كوك الرؤية المستقبلية الواسعة بما يكفي لمواصلة النهج غير التقليدي الذي اتبعه جوبز؟

أغلق مستودعات، واهتم بالتسويق

يبلغ تيم كوك من العمر 50 عاما وقد ولد في ولاية الباما الأمريكية لأب كان يعمل على متن سفينة ولأم ربة منزل. وقد حصل على اللقب الأول في الهندسة الصناعية من جامعة “اوبرون”، وعلى اللقب الثاني في إدارة الأعمال من جامعة “ديوك” رفيعة المستوى. ومع التحاقه للعمل في شركة “ابل” شغل منصب نائب رئيس قسم إنتاج أجهزة الحواسيب “كومباك” إلى أن استدعاه ستيف جوبز في الشركة الكبرى.

لعب كوك دورا بارزا في تحويل شركة “ابل” من شركة عملاقة بلغت كل ما تصبو إليه، إلى ماكينة إنتاج وتسويق تعمل كالساعة.

وهو صاحب الفضل في تخلي الشركة عن صناعة الأجهزة وتكليف شركات أخرى بهذه المهام، ولهذا تخلى عن مصانع كثيرة وأغلق مستودعات عديدة كانت تابعة للشركة في أرجاء العالم. ونجح كوك في خلق منظومة فائقة الأداء لتزويد الأسواق بمنتجات الشركة بحيث أثار أعجاب كل من اطلع على هذه المهمة ولم يعد يكدس كميات ضخمة من الأجهزة في مستودعات الشركة كما تمكن بطرقه الفريدة من رفع أرباح الشركة بصورة ملحوظة.

 هذه الطريقة الجديدة للتسويق مكنت شركة “ابل” من تسويق كميات غير مسبوقة من أجهزة ماكنتوش وايبود وايباد وايفون في كل أرجاء العالم.

قد يكون جوبز صاحب الرؤية المستقبلية الصائبة لشركة “ابل”، وقد يكون جوناثان اييف هو من حقق التصاميم وجعل الأجهزة مطلوبة في العالم، ولكن هذا تم بتخطيط دقيق وضعه كوك نهض بفضله بشركة “ابل” وأوصل هذه الأجهزة إلى مئات ملايين المستهلكين في كل رجاء العالم.

معضلة التقني

يتفق الجميع على أن كوك مدير موهوب جدا يعرف كيف يدير عجلة الإدارة في الاتجاه الصحيح. وكانت “ابل” تعمل طوال الوقت كساعة سويسرية وكان كوك بمثابة التقني المسئول عن نبض هذه الساعة ليكون رتيبا ومتواصلا.

ولكن جوبز يتفوق عليه في امرين، وهنا لم يثبت كوك نفسه بأنه يجيدهما: رؤية وأنتاج. لقد كان دور تيم كوك في كل التحولات الهامة التي اتخذتها شركة “ابل” في السنوات الأخيرة يتلخص في تنفيذ ما تم التخطيط له وليس المشاركة في إعداد خطة التحولات المزمعة مستقبلا.

هذا الجانب بالذات هو ما يثير قلق الجميع حاليا في أول يوم بعد غياب ستيف جوبز: هل يملك كوك كل مقومات النجاح لكي يواصل ثورة التجديدات التي تسير عليها شركة “ابل” منذ عشر سنوات ؟

للوهلة الأولى، لا سبب يدعونا إلى منح كوك الثقة العمياء، لأن مساهمته في التخطيط للمنتجات الهائلة التي تنتجها “ابل”، تكاد لا تذكر. ولكن لا داعي للقلق على مصير “ابل” لأن ستيف جوبز ترك وراءه مجموعة كبيرة من الموظفين الأكفاء ذوي التفكير الصحيح وذوي القدرة على مواصلة إنتاج نماذج جديدة من أجهزة الايفون والايباد التي تحقق النجاح لدى المستهلكين.

ومع ذلك يطرح السؤال: هل سيكون تيم كوك الرجل القادم الذي سيعلن الثورة القادمة في شركة “ابل”؟ هل يحمل معه الجهاز الجديد الذي سيخلق سوقا جديدة لنفسه، تماما كما فعل ذلك جهاز الايباد ؟

كل التحولات الجذرية التي أدخلتها شركة “ابل” بوسائطها التكنولوجية على حياتنا خلال العقد الأخير، رغم أن تنفيذ إنتاجها كان من قبل المختصين المؤهلين أصحاب الكفاءات العالية في شركة “ابل”، إلا انها كانت وليدة فكر ستيف جوبز. فكر مشابه لفكر جوبز لم يظهر لغاية الآن.

هل تريد الاستمتاع بمزيد من اخبار التطبيقات؟ سجل معنا بأحد هذه الطرق:

• عبر تويتر – نقوم بعرض الكثير من التطبيقات المجانية لوقت محدود والتي لا يتم عرضها في التطبيق، تابعنا من هنا .
• عبر الفيسبوك – عرض جميع مقالات التطبيق بصورة فورية والمزيد، مما يمكنك متابعتنا وانت تتصفح الشبكة الاجتماعية، تابعنا من هنا .
• يمكنكم ايضا التسجيل كاعضاء في موقعنا والتمتع بميزات كثيرة خاصة بالاعضاء(ستكون متاحة لاحقا)، سجل من هنا .
• إنضم لقائمتنا البريدية، مفاجآت كبيرة للمنضمين، من هنا .