حرب سامسونج – ابل تستمر وانقلاب سامسونج

بعد الكشف عن الجهاز الجديد لدى سامسونج جلاكسي اس 4 ، ابل اصبحت بوضع غير مألوف بالنسبة لها : الايفون اصبح قديم مقارنة ً بباقي الاجهزة ، هل هذا الوضع سيتغير ؟ هذا ما هو متوقع عند الكشف عن جهاز ابل الجديد قريبا ً .

كل شيئ كان جاهز للعرض الكبير ، الجمهور مندمج مع ما يحدث على المسرح في سيتي ميوزيك في نيويورك ، ومن ثم ظهر رجل ذو لكنة انجليزية ثقيلة ” مساء الخير ، اليوم سترون شيئ لم تروه من قبل ” قال الرجل ومن ثم جاء الولد من الاعلان وقدم له كوب قهوة ، بعد ذلك حدث الشيئ الكبير وجاي شاي كين رئيس سامسونج موبايل العالمية اخرج الاعجوبة من الصندوق ، جلاكسي اس 4 .

بعد ذلك بدأ العرض وكانه مقتبس من مسرح من برودوي ، قريب جدا ً من مسرحيات برودوي ، وبحفل رقص امريكي تقليدي فخم اعلنت سامسونج عن جهازها المليئ بالمفاجئات والتطبيقات الجديدة التي ستطغي الكفة لمصلحة الشركة الكورية لدى اي شخص سيرى الجهاز .

الا ان ابل لم تقف مكتوفة الايدي ، فيل شيلر نائب رئيس الشركة والتفاحة هاجم كل ما يخص نظام اندرويد ، وكما يبدو تكلم خصوصا ً عن سامسونج اكبر خصومه حين قام بالكشف عن عدة ابحاث فمثلا ُ قال ان حسب الابحاث فأن الاشخاص الذين يملكزن ايفون يستعملونة اكثر ممن يملكون اندرويد وذكر ايصا ً ان عدد المنتقلين من اندرويد الى ايفون اعلى باربعة اضعاف من العكس .

شيلر هاجم ايضا ً قضية ” جديد من الكرتونة ” فرغم تفعيل 1.5 مليون هاتف انردويد يوميا ً في العالم شيلر قال انه ” لا يهم كم عدد الاجهزة التي تسوقها وتصنعها الاهم هو ان الكيف لا الكم في ابل نعلم انه يجب على المستهلك ان يحب الجهاز وفي هذا المجال هناك فرق شاسع بين الشركات ” .

من غير الواضح لما قام شيلر بانتقاد الكل وتبيين الفرق بين جهاز شركته السامي وبين بقية الاجهزة العادية حسب كلام شركته الا انه ابل تلخص بشكل واضح عملية الحب بين الشركة وبين مستخدميها فهذا ما يميز الشركة عن غيرها ، وكأنه يقول ” انا معكم ” ، هذا الشعور المتبادل بين المستهلك والشركة هو شعور يومي دائم يرافق الانسان العصري طوال الوقت بين لمسة للشاشة وبين تشغيله لتطبيق اخر او دفعه لحفنة من مئات الدولارات على تكنولوجيا ! .

البداية عام 2007

الحب والشعور بالاهتمام ، هذا ما تكلم عنه شيلر ، كل شيئ بدأ قبل 6 سنوات حين كشف النقاب عن الايفون الكل احب الجهاز الجديد ( ولم يكن للايفون منافسين بهذا الحب حتى ) كل الساحة كانت للايفون ، الا ان ولا واحد كان يعلم ان هذا الاختراع سيسبب ثورة وانقلاب في عالم التكنولوجيا ، فحتى مدير عام ميكروسوفت انذاك قال انه لا يؤمن ان عامة الشعب سيستثمرون 500 دولار من اموالهم لشراء جهاز ، ووقتها ستيف جوبس كان الرابح الاكبر .
الانقلاب كان ان الهواتف العادية اصبحت حاسوب صغير وغير ان يكون هاتف يقوم بالكثير من الاعمال الاخرى ، في العالم الذي سيطر فيه هاتف N95 من نوكيا من الطبيعي ان تسيطر عليه باختراع كالايفون ، لاحقا ً اصبحت هذه الاجهزة الذكية التي لم يؤمن بنجاحها مدير ميكروسوفت هي اكثر الاجهزة شراءً واكثر الجماهير شغفة بها .

الطريق للاعلى : سامسونج

شركة سامسونج فاقت بذلك اليوم الذي كشف فيه الايفون وللان اعين رؤساء الشركة لم تنم جاهدة لاغلاق الفجوة بين الشركة وبين ابل ،وقامت بعمل كل شيئ من اجل هذا اولا ً باجهزة لم تكن منافسة لجوهر ابل وتقدمت فيما بعد ، وبعد ذلك المنتج النهائي وهي ماركة جالاكسي .

الخطوة القادمة لسامسونج كانت بالضبط كما وصفها شيلر ، اجهزة كثيرة وبجميع الاحجام لكل شخص والكثير من الاصناف من الجالكسي حتى النوت والطابلت باسعار قليلة نسبيا ً وببرمجبات مختلفة بوجود الاندرويد بجانب الويندوس 8 ، الا ان سامسونج التي تضع كل جهدها في الاندرويد تعمل على البدأ على تصنيع هواتف ببرمجة خاصة بها برفقة انتل تدعى هايي تايزن ستكشف عنها في شهر اغسطس القادم ، كل هذه الاسباب جعل تسامسونج تسيطر على سوق الهواتف المجمولة في العالم مع نسبة تبلغ 30% من الهواتف في السوق وهي ارتفاع كبير بالنسبة لل19% السنة الماضية .

كيف تستطيع سامسونج صنع هذا ؟ عدا عن تطور تكنولوجي كبير ، الشركة تقوم بحملات اعلامية ضخمة ، فقط للمقارنة فان سامسونج قامت باستثمار 401 مليون في المجال الاعلامي مقابل 333 استثمرتها ابل السنة الماضية ، فمن نسبة 18.8% سنة 2011 الى نسبة 30% هذه السنة هي نسبة هائلة ، لكن لا تقلقوا ، ابل الامريكية تعد الشركة التكنولوجية صاحبة اكبر قيمة مالية بسيولة تبلغ 137 مليارد دولار مما يعني استطاعة الشركة القيام بشراء 213 مليون ايفون ، وهي تسيطر على سوق التابلت رغم وجود نزول معين .

تعادل

اذا كان الكشف عن الجلاكسي اس 4 مثل الكرزة فوق الكعكة وختام سنة رائعة بالنسبة للعملاقة الكورية هل سيكون جلاكسي اس 4 هو الشيئ الذي يرمز على نهاية سيطرة ابل في السنوات الست الماضية ؟ ممكن جدا ً فأبل بدأت حتى بحملة اعلامية لشركة فقدت الصدارة مؤخرا ً .

” يوجد الايفون وتوجد بقية الاجهزة ” قالت ابل بحملتها ، جملة مشهورة تطابق الواقع في 2007 وليس الان ، فالان يوجد الايفون برفقة الاتش تي سي ون ، ال جي اوبتيموس ، جوجل نكسوس الرائع ورخيص الثمن رفقة الجلاكسي اس 4 ، والاخير هو بالفعل ما ارادت سامسونج رؤيته فخامة ، شكل وتكنولوجيا .

فغير مركبات رائعة وفخمة الجلاكسي الجديد يملك مميزات لا توجد لدى غيره مثل عدم الحاجة للمس الشاشة او تمييز حركة الاعين ، كاميرا جديدة ذات خصوصيات مميزة ، ترجمة الكلام في وقت المكالمة من لغة لاخرى او التحكم الصوتي رفقة تطبيقات الصحة وتطبيقات اخرى .

من جهة اخرى سامسونج تبتعد عن جوجل والاندرويد ايضا ً فالتطبيقات اصبحت خاصة بها والجملة ” كل شيئ اندرويد ” اصبحت خاطئة الان سامسونج في كفة والبقية بكفة بالنسبة للاندرويد بعد افتتاح متجر التطبيقات الخاص بسامسونج .

وكي يحدث هذا الشيئ يجب على المستخدمين ان يبقوا اوفياء ومدمنين بشكل ما على تطبيقات سامسونج ، ابل حاولت فعل هذا الشيئ مع تطبيق سيري دون نجاح كبير .

على كل الاحوال بالنسبة للبرمجيات فالجلاكسي الجديد افضل من الكل بشكل كبير من ناحية السرعة بمعالجة رباعي النواة بعيدا ً عن الايفون 5 المتواجد في المركز الخامس بعد HTC ONE ونكسوس 4 وخلف جلاكسي 3 حتى بفارق صغير .

انه الايفون

من غير الخيالي توقع ان تكشف ابل هذه السنة عن جهاز جديد افضل من كل منافسيه ، فاذا ارادت الشركة العودة للريادة هذه هل الخطوة التي يجب فعلها ، فليست فقط السرعة هي التي جعلت ابل اين هي متواجدة في السوق بل سبقها من ناحية الاختراعات، هذا ما قالته مثلا ً المحللة الاقتصادية كيت هربرت ” حسب نتائج ابل الاخيرة يجب ان تستفيق الشركة ، سامسونج كشفت عن كل قوتها حين عرضت الجالكسي 4 وينقص هذا الجهاز تطبيق يكون الفيصل ويضع الشركة بالمقدمة قبل الكل ، هذا ما متوقع من ابل الان في جهازها القادم حين يجب عليها ان تعرض تطبيق يجذب مستخدمين جدد لمصلحتها ” .