آبل تواجه ال- FBI: سنقاتل من أجل حماية بيانات المستخدمين ! ماذا بعد ؟

كل مرة نسمع مثل هذه الأخبار، الشركات التقنية في مواجهة القضاء والهيئات الأمنية في بلدان كثيرة، آبل من بين شركات كثيرة تتعرض لضغوط كبيرة من أجل الانصياع لهذه الهيئات الأمنية من أجل التعاون وفك تشفير العديد من أجهزتها وأنظمة التشغيل الخاصة بها، حتى تستطيع الوصول للبيانات، لكن رد آبل كان حاسما وقويا، وقد جاء ردا على إحدى المحاكم إضافة على FBI.

نظام iOS الذي يعمل به الأيفون والآيباد والأيبود تتش من أفضل الأنظمة، ولا يشك في ذلك أحد، وأهم ميزاته الأمان بدرجة كبيرة، ولهذا يقصده الكثيرون لأجل هذه الخاصية، واليوم سنتحدث عن أمر وقعت فيه آبل، يؤكد حرصها على جعل هذا النظام أكثر أمنا وتشفيرا.

بداية القصة: جهاز أيفون 5c في قضية تفجير؟ 

فقد تم العثور على جهاز أيفون 5c لأحد المشتبه بهم في قضية تفجير وقع في ولاية كاليفورنيا بالضبط في San Bernardino ، وكان هذا الأيفون محمي أولا برمز حماية، إضافة إلى عجز مكتب التحقيقات الفيديرالي FBI عن فك التشفير والوصول إلى البيانات بطريقة صحيحة، فكان من اللازم عليهم الاتصال بالشركة المصنعة وهي آبل، فكان رد آبل حاسما وبسرعة: رفض المساعدة على فك التشفير وتوفير طريقة لفتح الجهاز، فتم رفع القضية إلى المحكمة.

المحكمة تطالب آبل بفتح أبواب خلفية للوصول للبيانات.

من جهتها أمن القاضية في المحكمة الفيديرالية شركة آبل بمساعدة مكتب التحقيقات، وتوفير المساعدة للعملاء من أجل الوصول إلى بيانات جهاز الأيفون 5c، والذي قد يكون ملكا لأحد المشتبه بهم، وذكرت المحكمة في قرارها: أن هذه المساعدة من شركة آبل لفريق التحقيق، ستكون لمرة واحدة فقط وحصرية لهم فقط.

وذكرت المحكمة أنه يمكن لشركة آبل أيضا توفير أبواب خلفية مخصصة لمثل هذه القضايا، تساعد المحقيقين والجهات الأمنية على الوصول إلى أي من البيانات بسهولة، مما يساعدهم في التحقيقات والقبض على المتهمين، وأكدت المحكمة أن هذه الأبواب تكون خاصة بالجهات الحكومية فقط لا غير، وفيما يخص هذه القضية، طلب مكتب التحقيقات من شركة آبل المساعدة في تجاوز رمز الدخول، حتى لا يقوم النظام بمسح كافة البيانات في حال تجاوزت عدد مرات محاولة الفتح الـ 10 مرات.

وفي محل القضية الخاصة بجهاز الأيفون 5c، أكدت المحكمة وبما أنه هذا الأخير لا يملك حساس البصمات، فبالتالي توفير باب خلفي للوصول إلى البيانات لا يعد سابقة خطيرة تمس جميع الأجهزة، ويمكن لآبل التعاون في هذا الأمر، وكان ذلك هو قرار المحكمة بالنسبة لهذه القضية ولكل قضية تكون أجهزة آبل كأدوات مستخدمة ضمنها.

من جهتها أكدت المحكمة أن قيام شركة آبل بتوفير نسخة من نظام التشغيل iOS، تساعد الحكومات والهيئات الأمنية على الوصول إلى المحتوى أمرا ممكنا، وهو مما لا يضر بأمن باقي المستخدمين، ولا يعتبر تعد على الخصوصية، لكن آبل لديها وجهة نظر مختلفة.

تيم كوك يرد: سنقاتل من أجل حماية بيانات المستخدمين !

في رسالة طويلة نشرتها آبل، وتحدث من خلالها الرئيس التنفيذي للشركة، مؤكدا في بدايتها أن الهواتف الذكية، وعلى رأسها الأيفون؛ أصبحت من أساسيات الحياة، ثم أكد أن طلب السلطات من شركة آبل فتح باب خلفي من أجل الوصول إلى بيانات نظام iOS، حتى ولو كان في جهاز واحد، أمر مرفوض، مؤكدا حسن نية آبل، وتعاونها مع السلطات لكن في إطار القانون، وفي إطار المعقول والمنطق.

شركة آبل تقدر جهود المحققين، وهي تأسف للعمل التفجيري، وتعمل على المساعدة بقدر الإمكان، لكن ترفض أن يكون ذلك على حساب أمن وبيانات المستخدمين – هكذا وصف تيم كوك رأي الشركة، وأضاف: سنقاتل من أجل حماية بيانات المستخدمين، مؤكدا من خلال كلامه هذا رفضه القاطع لمنح المحكمة أو المحققين أي طرق من أجل الوصول إلى ذلك الجهاز، وذكر أن الوصول إلى جهاز واحد، يعني إمكانية الوصول إلى باقي الأجهزة، وهذا ما سيضر بشركة آبل حتما.

شركات كثيرة تتعاون مع الجهات الحكومية:

كثيرة هي الشركات الأخرى التي تتعرض لضغوطات أقل مما تتعرض له آبل وتنصاع بكل سهولة وبساطة لأمر الحكومات وتهديداتها، وهو ما حصل مع شركة بلاكبيري مثلا في بعض البلدان العربية، وإلى غيرها من الشركات في عدة أماكن، وكما وصف لاري بييج المؤسس الشريك لجوجل قائلا: إذا أردت ألا يصل أحد إلى بياناتك، فلا تقم بنشرها على الانترنت !

وبمقارنة سريعة بين هذه الشركات وآبل، نجد أن آبل فعلا تقاتل وتعمل جاهدة من أجل حماية بيانات المستخدمين، ويبقى نظام iOS أكثر الأنظمة أمنا وحماية، وهو ما يتأكد للجميع يوما بعد آخر.

ما رأيكم في قرار المحكمة؟ وهل رد شركة آبل منطقي فعلا؟ 

اذا كنت مطور وتود نشر تطبيقاتك عبر اخبار التطبيقات للوصول لشريحة كبيرة من المستخدمين العرب فراسلنا عبر البريد التالي: [email protected] وسيكون تطبيقك قريبا في قائمة اخبار التطبيقات اذا كان بمستوى يليق بالمستخدم العربي.