كيف يحمي نظام iOS 10 خصوصيتك ؟ إليك هذا التقرير

نظام iOS عموماً أحد أفضل أنظمة التشغيل من ناحية الحفاظ على أمن و خصوصية مستخدميه ، الأمر الذي أوقع آبل مراراً في مشاكل مع أنظمة خكومية و جهات أمنية في سبيل الكشف عن بيانات عملائها. و في نظام iOS 10 نرى أن آبل قد أولت هذا الجانب مزيد اهتمام سوف نتحدث عن هذا بشكل أكثر تفصيلاً خلال هذا المقال.

مصطلح “الخصوصية” يشير إلى بشكل عام إلى حق الفرد في الحفاظ على معلوماته الشخصية ، و حقه في عدم الكشف عنها و إطلاع الآخرين عليها ، و ذلك يشمل الحكومات أو أي جهة أخرى بما فيها آبل. المعلومات الشخصية لا تشمل فقط صورك و محادثاتك الشخصية بل أيضاً سلوكك و طبيعة استخدامك للأجهزة و التطبيقات و الخدمات! فهل يحمي حقاً نظام iOS 10 خصوصيتك ؟!

الخصوصية التفاضلية Differential Privacy 

في البداية يجب أن نعرف أن العديد من الشركات التقنية الكبرى و محركات البحث تعتمد على جمع بيانات المستخدمين و تحليلها بهدف تحسين الخدمات المقدمة لهم ، و هو الأمر الذي يضع خصوصية مستخدميها في مهب الريح ، مثلاً يقوم فيسبوك و جوجل بتحليل بيانات المستخدمين لمعرفة اهتماماتهم و بالتالي رفع جودة الخدمات الإعلانية على سبيل المثال!

من هنا يبرز أهمية الخصوصية التفاضيلية أو Differential Privacy التي استخدمته آبل في نظام iOS 10 و هو عبارة عن  نظام تشفير بدأ يُستخدم حديثاً و بدأت تتبناه العديد من الشركات التقنية بهدف جمع البيانات دون انتهاك للخصوصية ، فكيف يعمل هذا النظام ؟!

ببساطة يقوم هذا النظام بتجميع البيانات الخاصة بمجموعة واسعة من المستخدمين و تحليلها و بالتالي معرفة سلوك و اهتمامات تلك “القاعدة الواسعة من الناس” و دون تتبع بيانات كل مستخدم على حدى ، أي أن هذا النظام يعمل على “المجموعات” و ليس على “الأفراد” ، إنه يجمع كم هائل من البيانات دون تحديد مصدرها ، هل لازال الأمر يبدو مقعداً ؟!

دعنا نبسط الأمر أكثر ، لنفترض أن لدينا مطعم يقوم بمعرفة الوجبات المفضلة للزوار بشكل عام من خلال تحليل المبيعات ، دون أن يعرف ما هي الوجية المفضلة لكل زائر على على حدى!

آبل قررت تقليل جمع البيانات من المستخدمين ، حيث سيقتصر جمع البيانات و تطبيق نظام الخصوصية التفاضيلية Differential Privacy في أربعة حالات فقط : معرفة الوجوه التعبيرية أو الـ Emoji الأكثر استخداماً ، و إضافة الكلمات الجديدة إلى القاموس اعتماداً على الكلمات التي يتبادلها المستخدمون ،  و الروابط العميقة للتطبيقات و هي مختصة بآلية اقتراح التطبيقات للمستخدم ، و التلميحات الأكثر بحثاً عبر خاصية Lookup تطبيق الملاحظات .

عملية جمع البيانات في الحالات السابقة لن تكون إجبارية على الرغم من كونها محمية بنظام “الخصوصية التفاضيلية” ، و سيكون للمستخدم الحق الكامل في قبول أو رفض مشاركة بياناته فيها .

جدير بالذكر هنا أن آبل تقوم أيضاً بجمع البيانات من تطبيق الخرائط و خدمة سيري ، فهذه الخدمات تعمل بالذكاء الاصطناعي و لديها القدرة على التعلم و التطوير الذاتي من خلال البيانات الواردة إليها ، و التي على الأغلب ستكون محمية أيضاً بنظام “الخصوصية التفاضيلية” .

هل جمع بيانات المستخدمين سيكون بلا رقيب أو حسيب ؟!

في حالة قامت آبل بجمع بياناتك في الحالات السابقة ، فلن يكون ذلك بصورة دائمة و واسعة بل بشكل محدود من خلال خاصية تسمى Privacy Budget و التي تقوم بتحديد كم معين محدود من البيانات لكل مستخدم ، إضافة إلى أن آبل ستقوم بحذفها بعد فترة معينة .

ميزة On-Device Intelligence ،، عندما يتعلم جهازك منك !

هناك بعض التطبيقات داخل نظام iOS 10 و التي تتمتع بقدر من الذكاء الاصطناعي يمكّنها من التعلم و تطوير مهامها من خلال جمع و تحليل البيانات على الهاتف دون الحاجة إلى إرسالها إلى خوادم آبل .

مثلاً في تطبيق الصور هناك ميزة خاصة بالتعرف على الأوجه و الأشياء ، تسمح للتطبيق بعمل ألبومات لكل شخص ، و تصنيف الصور بحسب الأشخاص ، و تحسين البحث عن الصور بحسب محتواها ، عند البحث مستخدماً كلمة “قطة” ستظهر لك الصور التي تحتوي على قطط ، هذه الخواص تتحسن تلقائياً مع الاستخدام المستمر .

ميزة التشفير التام بين الأطراف End-to-end Encryption

نظام التشفير التام بين الأطراف End-to-end Encryption هو أحد نظم التشفير الموجودة داخل نظام iOS 10 ، في الحقيقة هو موجود في إصدارات سابقة من نظام iOS و عدد من خدمات آبل مثل iMessage و FaceTime و تطبيق التحكم بالمنزل و غيرها .

نظام التشفير التام بين الأطراف End-to-end Encryption يقوم بتشفير جميع البيانات الصادرة عن تطبيق معين ، و لا يتم فك التشفير إلا عند وصول البيانات للطرف الآخر ، لأن الطرفين فقط هما اللذان يملكان مفتاح الشفرة ، و هذا يمنع أي تجسس أو تلصص على البيانات بما فيها الأجهزة الأمنية و شركات الاتصال .

لا أفقه في تلك الأمور و لا تهمني تلك التفاصيل ،، ما رأي الخبراء ؟!

الأستاذ “آرون روث” بجامعة بنسلفانيا ، خبير بأمن المعلومات و لديه كتاب عن “الخصوصية التفاضيلية Differential Privacy” كان قد اطلع على نظام التشفير لدى آبل حيث اسستضافته في مؤتمر WWDC 2016 عند الإعلان عن نظام iOS 10 ، و ذكر حينها أن آبل تقوم بأداء جيد و أن تطبيقها لهذه النظم بشكل واسع يجعلها رائدة في هذا مجال الخصوصية و حفظ المعلومات.

أما خبراء أكثر حيادية شككوا بإمكانية تطبيق نظام “الخصوصية التفاضلية” بشكل موسع خاصة و أن كثير من خدمات آبل تعتمد بشكل أساسي على جمع بيانات المستخدمين ، إلا أنهم أقروا كذلك أن آبل قد قطعت منتصف الطريق في سبيل المحافظة على خصوصية عملائها بشكل مثالي .

هل تعتقد أن تحسينات آبل كافية لحماية خصوصيتك و الحفاظ على سرية بياناتك ؟! أخبرنا بالتعليقات :)

اذا كنت مطور وتود نشر تطبيقاتك عبر اخبار التطبيقات للوصول لشريحة كبيرة من المستخدمين العرب فراسلنا عبر البريد التالي: [email protected] وسيكون تطبيقك قريبا في قائمة اخبار التطبيقات اذا كان بمستوى يليق بالمستخدم العربي.