بلاكبيري: قصة النجاح الساحق و السقوط المدوي !

فاجأتنا شركة بلاكبيري الكندية بقرارها الذي عزمت فيه على التوقف عن صناعة الهواتف الذكية و إغلاق هذا القسم لديها بعد الخسائر الفادحة و التراجع الشديد الذي شهدته الشركة في السنوات الأخيرة ، فما الذي حدث لبلاكبيري التي كانت تعد واحدة من أكبر شركات صناعة الهواتف المحمولة في العالم ، في هذا المقال نتتبع صعود و أفول نجم الشركة الكندية !

قبل سنوات من الآن كانت الهواتف الذكية المميزة الذي يتمنى الجميع الحصول عليها تلك الهواتف الخاصة ببلاكبيري و التي أحدثت وقتها طفرة حقيقية من ناحية التصميم و المواصفات و سهولة الاستخدام و كذلك النظام و تطبيقاته ، أضف إلى ذلك الاتفاقيات التي عقدتها بلاكبيري مع شركات الاتصالات في معظم دول العالم ، و كذلك آلاف المستخدمين المخلصين للشركة ومنتجاتها .

كان نجاح بلاكبيري قبل عقد من الآن ساحقاً ، منتجاتها تلاقي رواجاً كبيراً و تكسب كل يوم أراضٍ جديدة و مستخدمين جدد ، و لم تكن هناك منافسة حقيقية وقتها مما دفع الشركة الكندية للوقوع في خطأين قاتلين أولهما التحفظ و عدم تطوير المنتجات بشكل سريع ، أما الخطأ الثاني فهو الركون إلى الراحة و الطمأنينة لعدم وجود المنافس القوي .

هذا الوضع لم يكن مقدراً له الاستمرار طويلاً ، مع دخول آبل و جوجل و من ورائها سامسونج و HTC و LG و سوني و غيرهم ساحة اللعبة حيث أدخلوا الكثير من المعايير داخل صناعة الهواتف الذكية ، كالإتجاه إلى شاشات اللمس الكاملة و التخلي عن الأزرار و لوحة المفاتيح ، و كذلك التوجه إلى تطوير أنظمة تشغيل أكثر كفاءة و ملاءمة للمستخدمين مثل iOS و أندرويد .

أيضاً المنافسة الشرسة بين اللاعبين الجدد أثرت بالإيجاب على وتيرة تطوير صناعة الهواتف الذكية من ناحية المواصفات و النظام و القدرات ، الأمر الذي أدى إلى زيادة مبيعات الهواتف الذكية بشكل جنوني ، لكن للأسف لم يكن لبلاكبيري نصيب من ذلك بل كان على حسابها و حساب شركات أخرى مثل نوكيا .

لا نستطيع أن ننكر الإخلاص و التعلق بهواتف بلاكبيري من قبل مستخدميها فقد كان و لا يزال الكثيرون يفضلون الأزرار و لوحة المفاتيح الكلاسيكية في هواتفهم ، فضلاً عن الخدمات المميزة التي كانت حصرية على هواتف بلاكبيري مثل تطبيق المحادثة الشهير BBM ، كذلك سمعة بلاكبيري فيما يتعلق بالأمان و الخصوصية ، لكن وتيرة التطوير لدى المنافسين و توفر البدائل المناسبة و عجز بلاكبيري عن اللحاق بهم ، أجبر الكثير من المستخدمين عن العزوف عنها ، و استبعادها من الاختيارات عند الإقدام على شراء هاتف ذكي .

سبب آخر لا يمكن إغفاله و هو عدم الاهتمام بتطوير نظام التشغيل و التطبيقات و الألعاب المتوفرة له . نظم التشغيل الأخرى مثل أندرويد و iOS كانت أكثر مرونة و أكثر جاذبية للمطورين لتطوير ملايين التطبيقات و الألعاب للجمهور ، في حين بقى نظام تشغيل بلاكبيري عقيم جداً و فقير جداً في تطبيقاته من ناحية العدد و الجودة ، لذا كان سقوط بلاكبيري أمراً حتمياً و لا يلام في ذلك إلا الشركة نفسها التي عجزت أن تكيف نفسها و منتجاتها لاحتياجات الجمهور .

بقي أن ننوه أن قرار بلاكبيري بالتوقف عن صناعة الهواتف الذكية لا يعني بالضرورة توقف الشركة عن إطلاق الهواتف الذكية ، فسوف تستغل الشركة اسمها و علامتها التجارية في إطلاق هواتف أخرى بنظام الأندرويد لكن من صناعة شركات أخرى ، تماماً كما فعلت جوجل سابقاً مع سلسلة نكسس .

هل لك أي تجربة سابقة مع هواتف بلاكبيري الذكية ؟! أخبرنا بالتعليقات :)

اذا كنت مطور وتود نشر تطبيقاتك عبر اخبار التطبيقات للوصول لشريحة كبيرة من المستخدمين العرب فراسلنا عبر البريد التالي: [email protected] وسيكون تطبيقك قريبا في قائمة اخبار التطبيقات اذا كان بمستوى يليق بالمستخدم العربي.