لنحلل الأمر: لماذا تفشل هواتف بيكسل؟ ولماذا تخلت جوجل عن أهم موظفي قسم بيكسل؟

عندما تجد نفسك في مناقشة مع أحد المهتمين بالمجال التقني ستجد أنه يشيد بجوجل لسبب رئيسي ربما لا تعلم جوجل نفسها مدى قوته، وهو مدى التكامل بين الهاردوير والسوفتوير في هواتف جوجل على عكس أي هاتف أندرويد آخر! وهذه الميزة نفسها هي واحدة من المميزات التي تعطي هواتف آيفون ثقل كبير وقدرة كبيرة على الأداء، نظرًا لأن أبل قادرة على ضبط نظام التشغيل بشكل مثالي ليعمل مع العتاد الداخلي المستخدم! وهو أمر يمكن لجوجل أيضًا أن تفعله مع هواتف بيكسل! لكن لماذا تستمر هواتف بيكسل في تحقيق المزيد من الفشل عامًا بعد عام؟

ما هو واقع هواتف جوجل بيكسل الآن؟

آخر هواتف جوجل بيكسل هو هاتف بيكسل 4 والذي يُعد هاتفًا رائدًا، في واقع الحال فخلطة هواتف جوجل بيكسل غير محددة، هذا حيث تطلق جوجل هاتف بيكسل واحد وعادةً ما يكون بإصدارين وهو بيكسل العادي وبيكسل XL، ولا توفر الشركة خيارات عديدة من حيث المواصفات تمامًا مثل هواتف آيفون! على عكس شركات مثل سامسونج وهواوي وهم اللذين يوفران عشرات الهواتف سنويًا بمواصفات وأسعار مختلفة.

من حيث المواصفات، هاتف بيكسل 4XL والذي تم إطلاقه في أكتوبر من العام السابق يأتي مع شاشة بقياس 6.3 بوصة من نوع OLED وهي التي تقدم تردد 90Hz ودقة مرتفعة، أما ومن حيث المعالج فالهاتف لم يقصّر وقدم لنا معالج سنابدراجون 855 الرائد وهو الأقوى حين إطلاق الهاتف، لكن من ناحية المساحة التخزينية فقد ظهرت أول عيوب الهاتف، هذا حيث أتى الهاتف مع 128 جيجابايت من الذاكرة العشوائية مع عدم توفير خيار أكبر من حيث الذواكر ولا حتى إمكانية توسيع الذاكرة! أضف إلى ذلك توفر الهاتف بـ6 جيجابايت فقط من الذاكرة العشوائية، وهو ليس عيبًا، لكن السؤال المطروح هنا: لماذا؟ لماذا لا توفر جوجل ذواكر أكبر! فهي لن تخسر أي شيء.

من ناحية الكاميرا وهي التي طالما كانت سر تميز هواتف بيكسل فقد زودت جوجل هاتفها بكاميرتين فقط وواحدة أمامية، وهي كاميرات بدقة 12 ميجابيكسل فقط، وبالرغم من أن الكاميرات بالفعل تقدم أداء أكثر من ممتاز لكن يبقى السؤال هو لماذا! خاصةً أن الهاتف يأتي بسعر مرتفع!

واقع الحال في جوجل حاليًا هو التوجّه بسرعة كبيرة ناحية الفشل الكامل، هذا حيث أن هاتف بيكسل 4 لم يحقق مبيعات جيدة، وكذلك هاتف بيكسل 3 والذي تم تلقيبه بـ”شارب هتلر” العام السابق، لكن واقع الحال قد أصبح أسوأ بعدما خسرت جوجل إثنين من أهم موظفيها في وقت واحد، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فجوجل وحسبما يبدو تنوي تكرار نفس أخطائها في الهاتف القادم.

جوجل تخسر إثنين من أهم موظفيها

طبقًا لتقرير حديث صدر عن موقع  The Information فجوجل كانت تعاني من تخبطات داخلية عديدة في قسم بيكسل في الأشهر السابقة، وهو أمر لم نسمع عنه بشكل مباشر، وطبقًا لهذا التقرير فعدد كبير من أهم موظفي قسم بيكسل لم يكونوا راضين أبدًا عن هاتف بيكسل 4 الأخير ومنهم Rick Osterloh والذي كان معترضًا على البطاريات الصغيرة في الهاتف وأيضًا التهاون في عدد كبير من مواصفات الهاتف.

إضافة إلى ما سبق فقد خسرت جوجل إثنين من أهم موظفيها على الإطلاق بالنسبة لقسم بيكسل وهم Mario Queiroz والذي يعمل لجوجل منذ عام 2005 ويشغل منصب مدير قسم Pixel وكان مع جوجل منذ البداية ومنذ هواتف نيكسس إن كنتم تتذكرونها، أما الموظف الثاني فهو Mar Levoy والمسؤول عن قسم الكاميرا في هواتف بيكسل، وهو القسم الأهم على الإطلاق! وحسب التقارير فقد غادر ليفوي جوجل في شهر مارس وسبقه في ذلك ماريو.

كما يمكنك أن تتوقع، خسارة جوجل لإثنين من أهم الموظفين بهذه الطريقة يهدد بشكل مباشر هاتف بيكسل القادم، لكن هذا قد يجعل جوجل تنتبه لأخطائها المستمرة وتحاول معالجتها! وهو ما نتمناه.

لماذا تفشل هواتف بيكسل إذن؟

قد تكونوا فقدتوا التركيز من النقاط السابقة وذلك لأن الأمور حقًا في غاية التداخل، لكن إن تحدّثنا بشكل مخصص عن أسباب فشل هواتف بيكسل فسيكون الأمر أسهل، لكن قبل ذلك يجب أن نتفق أن فشل هواتف بيكسل هو بالكامل خطأ جوجل، وذلك لأن الشركة حقًا تمتلك كافة الموارد التي تساعدها على تصنيع وتطوير هاتف ممتاز، لكن هذا لا يحدث!

أول الأسباب في فشل هواتف بيكسل هو عدم الاستماع للمستخدمين! فمنذ هاتف بيكسل 2 والمستخدمين يشتكون من عدد من المشاكل، ودون الخوض فالتفاصيل فهذه المشاكل وببساطة لا تحصل على حلول في الأجيال التالية، بل تحصل الهواتف على مزيد من المشاكل! ومثال على هذا نجد مشكلة النوتش الضخمة في بيكسل 3 ومشكلة الذواكر المحدودة في بيكسل 4.

السبب الثاني هو أن جوجل تجهل -أو تتجاهل- واقع المنافسة في سوق هواتف أندرويد وتتعامل مع نفسها وكأنها شركة أبل، والتي تحتكر سوق نظام iOS بشكل كامل، ومن ناحيتها فقوقل تظن أنك ستذهب وتشتري هاتفها حتى بالرغم من العيوب الموجودة فيه! وهو أمر غير منطقي على الإطلاق في وجود مئات البدائل في سوق أندرويد.

السبب الثالث هو ضعف المواصفات والتصميم، ولا أحد حقًا يعلم ما إذا كان هذا متعمد من جوجل أو لا، فكما أسلفنا الذكر فالشركة حرفيًا تملك كافة الموارد لتصنع هواتف أكثر من رائعة، لكنها بدلًا من ذلك تقدم تصميمات سيئة خاصةً من الجهة الأمامية وتظهر تقصير واضح جدًا في المواصفات الداخلية للهواتف.

هواتف بيكسل القادمة

نحن الآن في انتظار هاتفين من جوحل، أحدهم هو بيكسل 5 والذي لا نعلم عنه أي شيء، والآخر هو الهاتف المتوسط بيكسل 4a، والذي يأتي مع كاميرا خلفية واحدة، معالج سنابدراجون 730G و 6 جيجابايت من الذاكرة العشوائية، وهذا بسعر 400 دولار أمريكي، وهو سعر قادر الآن على شراء هاتف رباعي الكاميرات بمعالج سنابدراجون 765G أو 768G الجديد! وهنا لا نعلم كيف تفكر قوقل، صحيح أن كاميرا بيكسل الواحدة في غاية القوة، وصحيح أن هواتف جوجل يُستحب لها أن تكون أغلى نظرًا لحجم العلامة التجارية! لكن الوضع حقًا غير مريح! شاركنا المناقشة..