جيف بيزوس يتنحى عن منصبة بشركة أمازون بعد 27 عاماً من الإدارة، وأندي جاسي يخلفه
قد يكون شعار شركة أمازون الأول والأخير هو “هوس العملاء” ولكن في الحقيقة أمازون ذاتها مهووسة بشعار “السرعة”. لطالما استندت هوية شركة أمازون على الإيفاء بوعدها في إيصال الطرود إلى العملاء من جميع أنحاء العالم بأسرع وقت ممكن. واليوم، الموافق الاثنين 5 يونيو من عام 2021، يتنحى مؤسس الشركة جيف بيزوس عن منصبه كرئيس تنفيذي لإدارة أمازون، وسوف يخلفه أندي جاسي.
ذكر أندي جاسي أنه بمجرد توليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة أمازون قام بإرسال مذكرة لجميع موظفي الشركة والتي حث فيها على ضرورة الاهتمام بعنصر السرعة والجدية في إرسال الطرود إلى العملاء في الوقت المناسب. وأكد جاسي في حديثه على أن “التسليم السريع والمتميز باستمرار” كان أحد أهم الدروس التي تعلمها من بيزوس على مدار الأربع وعشرون سنة الماضية.
وبهذا الشكل فإن عنصر التسريع هو شيء منطقي لشركة كان ضوءها التوجيهي دائماً يلعب على عامل السرعة من أجل راحة العملاء. وظهرت بعض تقارير وأراء من موظفين الشركة أن بيزوس كان يحاول تنفيذ وبناء وصيانة أنظمة مُعقدة في ثلث الوقت فقط الذي يعتقده معظم الأشخاص الأكفاء أنه ممكناً.
عامل السرعة ساهم في جعل شركة أمازون واحدة من أقوى وأفضل شركات في العالم بأسره. وربما كان هذا هو السبب وراء مساعدة بيزوس في أن يكون أغنى رجل على سطح كوكب الأرض – على الرغم أنه كان يتنافس على الصدارة هذا العام مع إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا.
هناك العديد من التقارير التي تؤكد إلى أن هوس بيزوس بالسرعة كانت ضمن أهم الأسباب التي جعلته “مكروهاً” داخل أروقة شركته الخاصة من قِبل أكبر عدد من الموظفين. ووصف الكثير من الموظفين في شركة أمازون أنهم يتعرضون لضغوط عصيبة وخاصة بعد الأزمة التي تعرض لها العالم بسبب جائحة كورونا. فلقد أضافت شركة أمازون أكثر من 427.300 ألف موظف فقط في الفترة من يناير إلى أكتوبر 2020.
قد يهمك: لماذا يرفض موظفو ابل العودة للعمل من مكاتبهم في مقر الشركة؟
جدير بالذكر أن شركة أمازون تواجه حملات نقابية كبيرة والتي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة في ألاباما. حيث قام الموظفون بنشر منشورات مناهضة للنقابات وتوزيع البضائع التي تحتوي على لافتة “صوت بلا” وهناك حملة نقابية أخرى قائمة في الوقت الحالي في ولاية نيويورك.
على كل حال يبدو أن جاسي يسير على نهج بيزوس في العمل والاهتمام بعنصر “التسريع” وبالتالي من المتوقع أن يواجه ضغطاً متزايداً من موظفي الشركة. وهناك بعض المصادر التي تخرج من داخل الشركة والتي تشير إلى أن “نشاط العمال” و “التدقيق التنظيمي” سيكونان بمثابة أكبر مطبات السرعة التي ستواجه جاسي خلال الفترات القادمة.