لماذا تفقد ابل أهم الموظفين لديها؟
خلال الآونة الأخيرة، نقلت الصحف والمواقع الإخبارية خبر انتقال أحد أهم المهندسين في ابل “جيف ويلكوكس” إلى شركة إنتل، وهو الرجل الذي أدار عملية انتقال حواسيب ماك إلى معالجات ابل M الجديدة عوضاً عن معالجات إنتل.
هذا الخبر يفتح النقاش حول الأسباب والدوافع التي تجعل ابل تفقد موظفيها وخاصةً إن كانوا في مناصب قيادية وحساسة في الشركة.
في منتصف عام 2021 أيضاً تداولت الصحف تقريراً يتناول إقدام عدد كبير من موظفي ابل على الاستقالة من الشركة وتحديداً في ثلاثة أقسام هي: الآي كلاود، الذكاء الاصطناعي، والصحة.
وعند البحث والتقصي ومحاولة فهم ما يجري خلف جدران الشركة يمكن التوصل إلى ثلاث نظريات تفسر عدد الاستقالات الأكثر من معتاد في الشركة.
أولها، قيام ابل بعمليات توظيف نشطة لعدد كبير من الموظفين والمهندسين مما يؤدي أحياناً إلى قيام الموظفين الأقدم بالاستقالة نظراً لتضاؤل صلاحيتهم أو المهام الموكلة إليهم.
ثانياً، عودة الموظفين مرة أخرى للعمل من مكاتب مقرات الشركة بعد كسر موجة انتشار وباء فيروس كورونا الأولى، وكانت ابل قد سمحت للموظفين العمل من منازلهم كشكل من أشكال التباعد الاجتماعي والوقاية، وهو أمر لم يرق لكثير من الموظفين الذين كانوا يودون الاستمرار على نهج العمل من المنزل.
ثالثاً، “عدم التفاؤل” بشأن المنتجات والخدمات التي يعمل الموظفون والمهندسون على تطويرها. على وجه التحديد ، يقال إن فريق الصحة يكافح لديه عدد من المشكلات الداخلية تسببت في استقالة عدد من الموظفين منه.
لا يقتصر الأمر فقط على الموظفين والمهندسين في المناصب العليا في الشركة بل أيضاً هناك عدد استقالات أكبر ملحوظ بين العاملين في المستويات الأدنى في الشركة كموظفي متاجر ابل وخدمة العملاء وفنيي الصيانة وذلك بحسب تقارير راجع لأسباب مختلفة.
من هذه الأسباب ضغط العمل والمديرين السيئين وتقييم أداء الموظفين بعوامل أحياناً خارجة عن نطاق سيطرتهم مثل نقص المخزون من المتاجر ووقت انتظار العميل في المتجر، وأيضاً الاهتمام بالعميل بصورة كبيرة على حساب القوى العاملة للشركة بحسب تصريحات بعضهم ممن تركوا العمل في الشركة.
قد يبدو العمل في ابل حلماً لدى الكثيرين، فهي الشركة الأكبر والأنجح في العالم بقيمة سوقية تتجاوز 3 تريليونات دولار أمريكي، لكن فيما يتعلق بظروف العمل فيها قد لا تبدو الشركة مكاناً مثالياً كما يتوقع البعض.